هنا الأندلس

( هنا الأندلس) إحدى صفحات الموقع الأليكتروني للرابطةِ العالميةِ للدفاعِ عن اللغةِ العربيةِ ، وهي صفحةُ مخصصةٌ لأساتذةِ الأدب الأندلسي في الجامعات العربيةِ والأجنبيةِ ، أبوابها مشرعة أمامَ أقلامكم العربية المشتعلة بالابداع وعشق الجمال الأندلسي ، أدباً وحضارةً وتأريخاً.

الافتتاحية 

الأندلس أو الفردوس المفقود الذي ما زلنا نبحثُ عنه ، هذا الأسم الرقيق الذي تستلذُ بنطقهِ ألسنتُنا ، و تستعذبُ بسماعهِ آذاننا ، هذه التسمية التي أول من أطلقها على هذهٍ البقعة من من الأرض هم العرب ، جنة الأرض ،ملحمة العرب التي استمرت زُهاء ثمانية قرون ،تحومُ القلوبُ حولَها وتتغنى بجمالها وجلالِها الذي تمثل في أنهارِها الجاريةِ وطبيعتها الخلاّبة التي تأسرُ اللُبٌَ والتي حباها اللهُ بها ، حيث مآذنُها اللامعة ومساجدها الكبيرة كما في مسجد قرطبة الكبير وجامع أشبيلية ،حيث قُبَبِها الحمراء وقصورِها وزُخرفتها ، حيث النقوش والفسيفساء والمقرنصات والنوازل التي تزيّنت بها هذه القباب والأطواق ، وكذلك في موشحاتها حيث لسان الدين بن الخطيب وهو يشدو :جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ همى يا زمان الوصلِ بالأندلسِ ، وحيث زرياب لحن الأندلس الخالد الذي ينساب عبر الزمن إلى مسام القلوبِ وهو يعزف على عوده ألحان الوتر الخامس ، حيثّ الجمال المشرقي الذي امتزج بالجمال الغربي حيث السُحنة العربية التي تنتسبُ للأصلِ العربي ، حيث غرناطة الحبيبة رمانة الأندلس ، والعروس التي سُرقت في ليلة زفافها ، حيث قصور الحمراء وقصور بني نصر وجنة العريف درر تاج العمارة الإسلامية في الأندلس ، و التي تبكي عليها العيون بحرقةٍ ، فلم يبقَ لهذه الأندلس سوى المجدُ الضائعِ والحسرةِ ، فكان سقوطها كسرً لا يُجبَر ، وجرحّ لا يبرأ .

يقول ابن خفاجة :

يَأَهلَ أَندَلُسٍ لِلَّهِ دَرُّكُمُ

ماءٌ وَظِلٌّ وَأَنهارٌ وَأَشجارُ

ما جَنَّةُ الخُلدِ إِلّا في دِيارِكُمُ

وَلَو تَخَيَّرتُ هَذا كُنتُ أَختارُ

لاتَختَشوا بَعدَ ذا أَن تَدخُلوا سَقراً

فَلَيسَ تُدخَلُ بَعدَ الجَنَّةِ النارُ

بقلم :أ.د. أناهيد الركابي_العراق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
آخر الأخبار