قرأت أمس رسالة لمورسكي أندلسي غرناطي موجهة لأحد ملوك إسبانيا في عصر( محاكم التفتيش ) يعاتبه ويعترض على أوامر ملكية تعسفية تمنع المورسكيات العربيات المسلمات من تخضيب أياديهن بالحناء … ومنع الكلام باللغة العربية … هذا كان يعني أن لغة الضاد و لغة الحناء ولغة الكبرياء تقض مضاجع أعداء جماليات الحرف والحبر والعطر … واللون الأرجواني لون الحناء … حين يغفو على راحة بناتنا العربيات الاندلسيات وقد تكون من المصادفات العجيبة أني ومذ غرست أول شجرة حناء في حديقتنا في الشهر الأول من شراء بيتنا بدأت أشعر بحب خاص لتلك الشجرة الساحرة التي أصبح لدينا منها في حديقة بيتنا أربع وأمنحها من الحنو أكثر مما أمنح الأشجار الأخرى فأحرص على سقيها وغسل أوراقها وحتى الكلام معها أحيانا فتبدو كأنها عروس عربية مزدانه بثوبها السندسي خجلى مثلما لقد أحببتها مثلما أحببت لغتي لغة الضاد التي أسقيها أيضا ولكن من ماء العين نورا ما يضيء وجهها اللؤلؤي الناصع فالضاد والحناء أنا مشغوف بهما حان عليهما لأن كلاهما واجه حقد وجهل وتعصب ملوك إسبانيا قادة حرب التنصير السيئة الصيت ضد الأندلسيين في قرون مضت يبدو أن الحناء والضاد تقاسما آلام المحنة و صمدا بوجه قسوة محاكم التفتيش وقوانينها غير الإنسانية وهما الآن كل من الحناء والضاد مزهوان يقاومان القبح بأصابع عروس عربية مخضبة بعجين الحناء في أقصى بلاد العرب أو بقلم عربي مضمخ بعبير الضاد من كل مدن الوطن العربي والعالم و هو يكتب على صفحات الموقع الالكتروني للرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية رابطة الدفاع عن الضاد العربي والحناء العربية بشمم وكبرياء شعرا ونثرا و سحرا وتبرا / أد علي الخالدي رئيس الهيأة التأسيسية للرابطة الخميس ١٣/ ٧/ ٢٠٢٣