اجترح
حالُ المرء , وهو يوقظ شعلة العزيمة في داخله ضمن فتوة إرادة لحظية جراء أمر , أو نتاج موقف يشبه حال مَن يشد وتراً على قوس , عساه ينفذ إلى ما وراء المدى , وقد أكده الصدى , وهو يستنهض عزيمته علّه ينشد مساحة افتراضية تفوق الواقع المعيش في دنيا الحياة و الإبداع صوب متسع الخيال الأرحب , لكأنه كمن يجترح المستحيل , وقد أعياه الواقع الضنين .
وإذا كان افترع الأمر ابتدأه , فإن الاجتراح : كسبٌ في إرادة وخوف سيئة من وقوع , والاجتراح جذر كلمة \ جرح \ .
جرح : شق والمضارع مفتوح العين \ رَ\ و امرأة جريح والجمع جرحى .
والجارحة العضو العامل من أعضاء الجسد كاليد وما يصيد من الطير والسبع . والجمع جوارح للذكر و الأنثى .
واجترح السيئة : اقترفها كما في الآية الكريمة ” أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا …. ” . الجاثية . 21
و اجترح الشيء : اكتسبه ويمكننا الاجتهاد قياساً فيكون : واجترح المستحيل ضمن الأساليب المعاصرة . كأنه يرنو اكتسابه رغبة ومن المجاز : جرحه بلسانه : سبّه , وجرحوه بأنياب و أضراس إذا شتموه وعابوه .
وبئس ما جرحت يداك واجترحت يداك : أي عملتا و أثرتا وهو مستعار من تأثير ” الجارح ” .
قال النابغة الذبياني من البحر الوافر :
فغادرهن منعفراً زهيقاً وآخر مثبتاً يشكو الجراحا .
ولعلنا في دلالة اجترح معنى الابتداء , إذ حسْبُ الصوغ كلمةً نبوغُ في يفاعة كل جديد رونق إبداع , إذ : ” الكلمة هي الخلية الأولى التي تحمل سر الحياة في التعبير ” قيمةً لها في محتوى , بريقُ صوغها أناقة جوهرة تشع كياسة فطانة تليق بمبدعها, لها المدى سرحُ ابتداء .