شذرة 1 نزار بدور

طاح

الإنسان كائن لغوي ، واللغة كائن حي ، والعلاقة في ما بينهما متبادلة وكل لفظ يقال ، أو كلمة تدون ، إنما كلاهما صدى لما يجيش في الخاطر ، ويوده التفكير ، قد يبدو عفويا ، لكن بدربة القراءة اللغوية ، وصقيل متونها في وعي الكتابة تغدو الكلمة كينونة التعبير قوة غرس في منابت إبداع مدروس يقصد معناه ، وللغة أنساقها ….

– فكلمة مشى : لليل والنهار ، وسرى : لليل ، مثل طرق ، واندفع : سار بشكيمة و عزم ، أما سار : ذهب في الأرض .

وأيا كانت المترادفات في مقاربات المعاني فالمؤكد أن كل كلمة لها معناها الخاص بها مباشرة معنى بعينه.

وغنى اللغة أن الكلمة لها ثقلها النوعي الوجداني والنفس صدى لذات صاحبها وكلمة / طاح / هائلة الدفع هلاكا ، وضياعا .

طاح : هلك ، وسقط ، وبابه : قال وباع – طاح يطوح ، يطيح وطوحه تطويحا . وطوحته الطوائح : أي قذفته القواذف ولا يقال : المطوحات.

وطاح السهم : ضل الهدف . وعقله اضطرب وفلان في المفازة : تاه ، وفرسه : مضى به مضي السهم الضال ، والمسلك الوعر المهلك . وطوحت به طوائح الزمن : رمت به .

وتطوحت الدلو : ذهبت وجاءت في الهواء.

وتطاوحت بهم النوى : ترامت وباعدت .

ويتعدى الفعل / طاح/ بذاته ، وبالباء : طوح به .

وأمام مهابة وقع الزمن والذات والحياة نجد هذا الفيض الوجداني المغرق في التأمل ، حيث قول الشاعر محمد سليمان الأحمد / بدوي الجبل/ :

– طاح الزمان بإخواني وأوردهم / على الحتوف ، فلا عين ولا أثر .

– أصبحت بعدهم حيران منفردا / والريح معولة والليل معتكر .

– أحنو على كل قبر من قبورهم/ أبكيه حتى بكى من لوعتي الحجر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
آخر الأخبار