الإفصاح .. الفصاحة
– يفيض الخاطر بكثير من الفكر ” بكسر الفاء وفتح الكاف ” جمعا لفكرة .. يفيض ، ويحدو هذا الخاطر شعور بالتعبير عن تلك الفكر كونها سيولة ذهنية ، وغاية ذلك التعبير التوضيح والإبانة ، فيكون القصد من ذلك توكيد “الإفصاح .. الفصاحة ” عبر البهاء في أناقة التعبير ، ودقة المنطق في سداد إعمال التفكير . وهذا يتأتى من خلال سعة في الثقافة ولا سيما اللغوية وحذاقة في تحقيق وعي العبارة في مباشرة المعنى ، ونباهة الدلالة .
فصح اللبن فصحا وفصاحة : خلص مما يشوبه ، وفصح الرجل : جادت لغته ، وحسن منطقه .
الفصاحة : سلامة الألفاظ من الإبهام وسوء التأليف أيضا ، وهي توافق لقواعد اللغة وجودة في السبك ، ووضوح في المعنى ، وتجاوز لأي تنافر في حروف أو كلمات .
والفصيح :هو اليوم الذي لا غيم فيه ولا برد . ولسان فصيح : يعين صاحبه على إجادة التعبير . وأفصح الصبح : بدا نوره وظهر .
وجمع فصيح : فصحاء ، وفصيحة : فصائح.
ومن المجاز : سرينا حتى أفصح الصبح ، وحتى بدا الصباح المفصح.
ومن الحكم : لمحة فصيحة خير من كلمات فصيحة .
وقال الشاعر بما يقارب الحكمة السابقة معنى وتكرار كلمة الفصاحة :
– لا تشك من قصر الحياة فربما / أغنت إشارتها عن الإفصاح
وفي الأمثال العربية : أفصح من العضين ، قال الشاعر :
– أحاديث عن أبناء عاد وجرهم / يثورها العضان زيد ودغفل.
وقالت العرب : أخطب من قس بن ساعدة الإيادي وهو أول عربي خطب متوكئا على سيف أو عصا ، وأول من قال في كلامه : أما بعد .
وفي الآية الكريمة ” وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي .. ” 33 القصص أي أوضح مني بيانا وأطلق لسانا .