شذرة 4 نزار بدور

الإفصاح .. الفصاحة

– يفيض الخاطر بكثير من الفكر ” بكسر الفاء وفتح الكاف ” جمعا لفكرة .. يفيض ، ويحدو هذا الخاطر شعور بالتعبير عن تلك الفكر كونها سيولة ذهنية ، وغاية ذلك التعبير التوضيح والإبانة ، فيكون القصد من ذلك توكيد “الإفصاح .. الفصاحة ” عبر البهاء في أناقة التعبير ، ودقة المنطق في سداد إعمال التفكير . وهذا يتأتى من خلال سعة في الثقافة ولا سيما اللغوية وحذاقة في تحقيق وعي العبارة في مباشرة المعنى ، ونباهة الدلالة . 

فصح اللبن فصحا وفصاحة : خلص مما يشوبه ، وفصح الرجل : جادت لغته ، وحسن منطقه .

الفصاحة : سلامة الألفاظ من الإبهام وسوء التأليف أيضا ، وهي توافق لقواعد اللغة وجودة في السبك ، ووضوح في المعنى ، وتجاوز لأي تنافر في حروف أو كلمات .

والفصيح :هو اليوم الذي لا غيم فيه ولا برد . ولسان فصيح : يعين صاحبه على إجادة التعبير . وأفصح الصبح : بدا نوره وظهر .

وجمع فصيح : فصحاء ، وفصيحة : فصائح.

ومن المجاز : سرينا حتى أفصح الصبح ، وحتى بدا الصباح المفصح.

ومن الحكم : لمحة فصيحة خير من كلمات فصيحة .

وقال الشاعر بما يقارب الحكمة السابقة معنى وتكرار كلمة الفصاحة :

– لا تشك من قصر الحياة فربما / أغنت إشارتها عن الإفصاح

وفي الأمثال العربية : أفصح من العضين ، قال الشاعر :

– أحاديث عن أبناء عاد وجرهم / يثورها العضان زيد ودغفل.

وقالت العرب : أخطب من قس بن ساعدة الإيادي وهو أول عربي خطب متوكئا على سيف أو عصا ، وأول من قال في كلامه : أما بعد .

وفي الآية الكريمة ” وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي .. ” 33 القصص أي أوضح مني بيانا وأطلق لسانا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
آخر الأخبار