لَيلٌ يَشتهِي أنْ يُعَسعِسَا – للشاعر مبارك_بللو

كَمَا يَشْتهيهِ الصُّبحُ أنْ يَتَنفّسَا 

هنالك لَيلٌ يَشتهِي أنْ يُعَسعِسَا 

كَمَا يُسعدُ النَّشَّازُ… قَلبَ صَوَالجٍ

سَيُسْعِدُ هذا الشّعرُ قَلبكَ إنْ قَسا 

فحريّة الإنسانِ أن يَترُكَ الهَوى

وحُرّيّةُ الشّيطان أنْ لا يُوَسْوِسَا

لأنّ ظُنون الشِّعرِ من فَلسَفيَّةٍ

وأنّ ظُنونَ اللّه أنْ يَتَقَدَّسَا

فللبَحْرِ أن يَجْري بِدونِ قَصيدةٍ

ولِلشّعرِ أن يَبقَى عَلَى البَحْرِ مُئُنِسَا 

وَكمْ شاعرٍ والشّعرُ لَيسَ سَبيلَهُ

ولكنْ أَبَى مِنْ أنْ يَكُونَ مُهَندِسَا

يَمُوتُ غَدُ الأَسْبَاطِ لا غَرْوَ فِيهِمُ

فَيَا عجبًا للشِّعرِ إنْ مَاتَ بالأَسَى

وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بالشِّعْرِ لَمْ يَكُ شَاعِرًا

وَمَنْ لَمْ يَحُتْهُ الحُوتُ لَمْ يَكُ يُونُسَا 

فَمُنذُ دَخَلْتُ الشَّعرَ قَبْلَ أَوانِهِ

يُلبِّسُنِي منْ زِيِّهِ مَا تَلَبَّسَا 

ولمّا تَباريحُ الهُمومِ سَتُثْقِلُ المَنَايَا

فَيَلقَى الشِّعرَ “سِيدًا عَمَلَّسَا”

وَيَشْرحَ مَعْنَى الشعر مَعْنَى خَيالِهِ

وَمَعْنَى هُدُوءِ البَحْرِ حِينَ تَبَجَّسَا 

ويَحْسُوَ مِن كَأْسِ الخَيالِ نَبِيذَةً

فَإنْ لَمْ يَكُنْ حِسًّا يَكُنْ مُتَحَسِّسَا 

فَذَالكَ إِمْبَرَاطُورُ قَاربَ عَرْشَهُ

وهَذا الفَتَى الشِّعرِيُّ يَرْقَى لِيَجْلِسَا 

هُنَاكَ دَخَلْنَا اللَّيلَ والصَّمْتُ هَادِئٌ

هُنَا تَدْخُلُ الأشْعَارُ بَابًا مُقَدَّسَا 

نَسَى مَا نَسَى لَمْ يَنْسَ مُنْذُ نِهَايَةٍ

هُوَ الآنَ في الدُّنْيَا فَكَيفَ إِذَا نَسَى ؟ 

لأنَّكَ حَرفُ اللِّينِ فِي كلِّ أَحْرُفٍ

وبَحْرُكَ لَنْ يَفْنَى وَلَنْ يَتَبَيَّسَا 

وأَنّكَ قَبْلَ المَوتِ رُوحُ بَقائةٍ

فَلاَ تَنْقَضِي إلاّ وحَرْفُكَ أَيْئَسَا 

سَلامٌ عَلَى الشُّعَراءِ يَومَ تَغَطْرَسُوا 

وَيَومَ يَقُولُ الشِّعرُ لَنْ أَتَغَطْرَسَا

#مبارك_بللو

#شاعر_كلّيّة_زمزم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top
آخر الأخبار