حين أطرق باب اللغة وأشرع بالكتابة عن أي موضوع محبب لي أشعر بأني دخلت عالما يضج بالضوء مغرورقا بعبير الضاد المضمخ بعطر خزامى الحجاز واريج عرار نجد واستحضر بيتا طالما سكبته على دفتري ضمن اختياراتي الشعرية ( تزود من شميم عرار نجد… فما بعد العشية من عرار) وقد أستاف من نيلوفر قرطبة نفحات عابقة مازالت عالقة في الأثير مذ أرسل الشاعر الأندلسي اللامع ابن زيدون المخزومي قصائده الغرامية لمعشوقته الشاعرة الأميرة ولادة .. حين أكتب يتجمع حول قلمي صغار اللؤلؤ وجنابذ الورد و الكواكب الغضة واسمع رنينا يشبه رنين الذهب يتحدر من شباة قلمي مع الحبر على الورق فتتبرعم أغصان شجرة الكتابة وتزهر وتثمر كلمات تنتظم في عقد واسطته فرح اللغة وسحرها وزيادة ثرائها وتزايد عشاقها وعاشقاتها والمدافعين عنها والحفاظ على سلامتها والافتخار بعبقريتها وعالميتها و إبعاد الغبار أن لا يختلط بكحل عينيها الحلوتين كأنها عيون المها عيون المها بين الرصافة والجسر … جلبن الهوى من حديث ادري ولا أدري.
بقلمي أ د علي الخالدي أستاذ الدراسات الأدبية والجمالية الأندلسية جامعة الكوفة