عرجن /العُرجون
ثراء اللغة قطوف دانيات على أغصان باسقات شجر لضاربات جذور في كلمات ، لها الإبداع أساليب في صقيل كل عبقرية ، فتكون الأصالة لغة، ويكون الإبداع تجددا ، وثمة كلمات في مداميك التراث بريقها سرح مدى.
وفي مادة ( عرج / عرجن نجد : العرجون : المدق وهو من النخل كالعنقود من العنب ، الجمع عراجين .
عُرْجُ بروج الشمس : غروبها .
العرجون أصل الكياسة ، سمي لانعراجه
وثوب معرجن فيه صور العراجين
وفي الآية الكريمة “والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ” ٣٩ سورة يس.
أي قدرنا مسيره منازل يسير فيها لمعرفة الشهور، وهي ثمانية وعشرون منزلا في ثمانية وعشرين ليلة ، ينزل كل ليلة في واحدة لا يتخطاها .
وإذا كان في آخر منازله : دق و استقوس ” حتى عاد كالعرجون القديم” أي صار مثل غصن التمر اليابس وقد جف واصفر.
فيا لجمال التصوير وبهاء التأمل ! ويالحنين الديار و أنفاس الذكريات وأصالة الانتماء !
قال الشاعر محمد مهدي الجواهري:
حييت سفحك عن بعد فحييني
يا دجلة الخير. يا أم البساتين
حييت سفحك ظمآنا ألوذ به
لوذ الحمائم بين الماء والطين
يا دجلة الخير يا أطياف ساحرة
يا خمر خابية في ظل عرجون