دعني أَمُرُّ بِضِفَّةِ الشُطآنِ
فيها القُطُوفُ وروعةُ البستانِ
فيها منازِلُ للفؤادِ تَشُدُّهُ
تهفو القلوبُ لمُلتقى الخُلاّنِ
رَسَمَت بها الأحلامُ قِصَّةَ أمسِنا
عشقَ الحياةِ بسالِفِ الأزمانِ
ولِدِجلةَ الخيرِ العبيقِ نسيمُها
بالذِّكرياتِ وطيفِها تلقاني
جاورتُ جُرفَكِ في هيامِ تخيُّلي
سَفراً الى بغدادَ في وجداني
دِفأً يُسَلِّلُ للقلوبِ حَنينُها
تهتَزُّ عندَ حروفِها اركاني
واجوبُ فيها في السَّماءِ مُحلِّقاً
كَعُقابِ بيدٍ ضاعَ في الحِرمانِ
خُذ مِن جموحِ القلبِ في اشواقِها
خُذني لدجلةَ حالماً بأَماني
خُذني الى بغدادَ رُدَّني للصِّبا
لهفاً أَفورُ لِغُرَّةِ الأوطانِ
رُسِمَت قِلاعُكِ في عيونِ احبتي
اهلي وناسي ، دارُهم عنواني
خُذني الى مُقَلِ الحبيبِ أرى بها
غَسَقَ العراقِ بريشَةِ الفنّانِ
بغدادُ بلسَمُها الهواءُ وماؤُها
يشفي الجِّراحَ ونازفَ الشريانِ
من ماءِ دِجلةَ لو شَرِبتَ بغُرفَةٍ
وكذا الفراتِ بمثلها سيّانِ
ترياقُ سَقمٍ للعليلِ كَزمزَمٍ
كالسلسبيلِ لِموجَعٍ ظمآنِ
دارت على بغدادَ الفُ مَصيبةٍ
وقَفت على أسوارِها احزاني
لِتُعاتِبَ الدَّهرَ العسيرَ بطرقِها
جبلاً من الآهاتِ كالسِّندانِ
مابينَ دجلةَ والفراتِ شواطِئي
يغفو على مَضضٍ بها همّاّنِ
همٌّ تَعُجُّ به الجِّراحُ، وثانيا
غَدرٌ أَتاكَ بأقربِ الأخوانِ
عُد يازمانَ الوَصلِ شُدَّ أواصري
واهدي القلوبَ تَعانُقَ الأحضانِ
بغدادُ عِشقُ الارضِ عندَ مكامني
نبضُ العراقِ بخافِقي بُرهاني
يعرب قحطان الزبيدي
2023.8.16